اعداد و تقديم الاستاد محمد رزاق مدرب كونغ فو
معالج و مدرب دولي معتمد في العلاجات الصينية و الوخز الابري
2 الأسلحة القصيرة : وهي الأسلحة الأقل طولا من الإنسان والمستعملة في غالب الأحيان بيد واحدة :
1- السيف : (شوانغ.داو / SHUANG.DAO) انظر شكل 3
سلاح يتكون من نصل طويل ذي حافة واحدة حادة مدبّبة منبت في مقبض. وقد كانت السيوف المستعملة في العصور القديمة مصنوعة من الحجر أو العظام أو الخشب.
وتعد السيوف البرونزية هي أول أنواع السيوف المعدنية وقد عرفها المصريون و الصينيين القدامى منذ أزمنة سحيقة حوالي عام 2000 قبل الميلاد, ثم ثبت تفوق السيوف المصنوعة من الحديد التي ظهرت في فترات تالية في أجزاء مختلفة من العالم واستمر استخدام هذه السيوف حتى حلول العصور الحديثة عندما تطورت صناعة الصلب وظهر النصل الصلب. وتبع ذلك متطلبات ووسائل الحرب الحديثة التي جعلت من السيوف أسلحة مهجورة.
وقد كان السيف دائما سلاحا شخصيا ذا شان و قيمة عالية في الحرب اليدوية ومن ثم فقد كان مرتبطا بالتميّز الشخصي. ومن ثم كانت سيوف النبلاء والمحاربين المتميزين والعسكريين مزخرفة حيث المقابض مزركشة بطريقة أنيقة خاصة, وللسيف قيمة رمزية قد ألحقت به أيضا ,حيث تكثر السيوف ذات السمات المتألقة للطبيعة في الأساطير وكتب الأدب. وقد كان الأبطال والمحاربون البارزون يمتلكون هذه السيوف، فهي الشرف وهي القسم وهي كذلك علامة الهزيمة والاستسلام والتجريد من الرتب ,وقد مثل السيف عبر كافة الحضارات نموذجا للبطولة والشرف, وربما أعظم السيوف من ناحية إتقان صنعها يكون على يد صاحبه فيسهر بنفسه على العمليات التي تجرى على الحديد من حمي في النار، ونفخها لزيادة اشتعالها، وتنقية هذا المعدن من خبيثة واستخلاص السيئ من المواد المختلطة به، وسقي الحديد وطبعه وعمله...وتنقسم السيوف حسب الحديد الذي تطبع منه : فمعدني وما ليس بمعدني. أما المعدني فهو نوعان :
الأول : الشابرقاني : وهو المذكّّّر الصلب القابل للسقي بطبعه.
الثاني : الزماهن : وهو المؤنّث الرجف الغير قابل للسقي بطبعه.
وأما الحديد الذي ليس بمعدني فهو الفولاذ، ومعناه المصفّى بأن يلقى عليه في السبك شيء يصفيه ويشد رخاوته، حتى يصير متينا يقبل السقي.
والسيوف الفولاذية ثلاثة أصناف :
- العتيق وهو الجيّد.
- المحدث وهو الرديء.
- والذي بينهما (لا عتيق ولا محدث).
وأجود السيوف تصنع من الحديد الأنثى أما الذكر منه فهي يابسة تنكسر سريعا.وتنقسم السيوف أصنافا من جهة شكلها وصنعتها فمنها أرض السيف ونعني بذلك موضع الحديد من الأرض فيقال احمر الأرض، وأخضر الأرض، وأكدر الأرض ومنها قبل الطرح أو بعد الطرح ويعني الدواء الذي يلقى على الحديد ليظهر له فرند, ومنها السيف المجلي الذي لم يطرح عليه الدواء بعد, والمادة التي تستخدم في الحمي لها أثر في صفاء السيف ولونه، فمنها بفحم القصب وما هو بفحم الخشب اللين وما هو برماد حطام حارة وآخرون بفحم البلوط ,ويعالج السيف الذي يثلم حده (يصبح غير قاطع) من كثرة الضرب، بأن يؤخذ رماد الحمام بعد أن تأتي على الرماد ساعات من النهار وتلين ناره، فيدس السيف فيه، ويتعاهد بالنظر، فإذا صار طاووسيّ اللون وضع على شفرته من الزيت شيء، ويترك حتى يبرد في موضع لا يصيبه الماء ولا الريح، فانه إن أصابته الريح اعوج ولم يؤمن عليه الكسر. فإنه بعد هذا العلاج يقطع أو يصير قاطعا ويؤمن عليه الكسر.
وتقدر أطوال السيوف سابقا بالأشبار والأصابع وللسيوف أطوال مقننة ومتعارف عليها، كما لها أوزان تختلف من العريض إلى الطويل إلى العادي...أما عن استعمالاتها التقنية و سلوكيات تدويرها ففي غالب الأحيان نستعمل سيفا واحد، لكن تبقى شعبية التقنيات بسيفين رائعة وممتعة. فتقنياته الأساسية القاعدية بسيطة وجد فعّالة، إلا أنه يستدعي قوة عضلية كبيرة. كنده من باقي الأسلحة ذات الشأن والقيمة في الصين القديمة ,فالسيف جعل قبل كل شيء لإنهاء حياة الخصم بصفة فورية ونهائية..مقبضه يكون ملفوفا بقطعة من القماش مهمتها امتصاص العرق حتى لا يفلت السلاح من يد المنازل وبين الشفرة والمقبض ثبت حديدا بيضويّ الشكل مهمته حماية يد المستعمل، سابقا هنالك ساقيا صغيرة على حافة شفرات السيوف تسهل اندفاع دم الخصم وتسهل استخراج السيف مرة أخرى.
أما اليوم فنرى أن هذا التقديس والاهتمام المتقن والجيد بالسيف أصبح هامشيا فالسيف اليوم هو أداة استعراضية أكثر منها حربية فهي أصبحت خفيفة الوزن (2/1 كلغ) كي يسهل استعماله وتزيد سرعة تقنياته وحركاته، أما الشفرة فقد صارت شيئا ما لينة مرنة في نهايتها وذلك كي تعطى نكهة بإصدارها صوتا متميزا عند إجراء الحركات.
إن الصعوبات التي ستصادف الباحث في هذا الميدان تجعلني استجلب كل ما له علاقة مباشرة بفلسفة الحركة الثالثة أو القانون الثالث للحركة وهو وانتقل مباشرة إلى إضافة أنه هناك خطان عريضان لأنواع السيوف بالصين سيوف الشمال وسيوف الجنوب، بحيث تتميز هذه الأخيرة بشفرة مستقيمة شيئا ما وإضافة عند المقبض تضمن حمايتا أكبر ومتميزة لقبضة اليد.
وللسيف الصيني مشتقات أخرى منها (9) FU DAO أو سيف النمر.
مقتبس من كتاب " الكونغ فو اساليب و اسلحة " للمؤلف رزاق محمد
